الأحد، نوفمبر 25، 2007

مواكبة التطور


كل يوم يوجد جديد.. و كل بضع دقائق يخرج علينا اختراع من مكان ما.. و كباقى البشر و كباقى الدول بغض النظر عن كوننا من الدول النامية الفقيرة إلا أننا نواكب هذا التطور.. و أكثر ما واكبنا الموبايل أو كما يطلق عليه البعض المحمول أو الجوال.. تتعدد الأسماء و لكن الشئ واحد.. لم نتبع مثلاً التطور فى نظام التعليم.. أو فى وسائل المواصلات.. أو فى رغيف العيش..أو حتى فى الصرف الصحى.. و لكن ما هو أهم هو مواكبة العصر فى استخدام هذا الشئ الصغير.. لأنه و كما قال القائل اللى أنا ماعرفوش "نيجى فى الهايفة و نتصدر"..


لا أنكر أهمية الموبايل لكثير من الناس.. حتى أنهم يديروا أعمالهم عن طريقه فى بعض الأوقات.. و لا أنكر اهميته عند حاجة الأم و الأب فى الاطمئنان على أولادهم.. و لا انكر اهميته فى فك ازمة بنى آدم تعطلت سيارته على الدائرى أو فى الطريق الصحراوى نتيجة لوجود حفرة غريبة فى مكان أغرب.. و لا أنكر ايضاً اهميته فى السؤال على الاخرين.. و لكن ما لا افهمه أو اجد له هذه الأهمية هو أن نوجد لانفسنا الحق فى ان "نوجع" دماغ اللى قاعدين بجوارنا.. بمعنى ان الموبايل أول ما تعرفنا عليه كان وسيلة للاتصال.. مجرد تطور طبيعى لتليفون البيت.. و لكن لم يعد الموبايل مجرد تليفون.. أصبح تليفزيون متنقل ايضاً.. ففجأة و بدون سابق انذار بعد وقوفك فى الشارع الصبح لأكثر من ساعة لتتمكن من الذهاب لعملك و بعد عناء ركوب المواصلات و زحمة الشوارع و الازعاج السمعى "من كلاكسات العربيات.. و خناق البعض على كرسى فى ميكروباص و أجرة المينى باص" و الازعاج التنفسى "من عادم السيارات مروراً بسجاير الأخوة الركاب و السائقين إلى روائح برفانات غريبة مختلطة بروائح عرق على الصبح" كل هذا و لا يكفى الاخت أو الاخ المتجهين غالباً للجامعة فى استعمال هذا الكائن الصغير فى سماع ما يحلوا لهم من أغانى على الصبح.. الاغرب أنه كان هناك اختراع زمان انقرض مع الوقت و هو " الوكمان" هو عبارة عن كاسيت صغير بسماعات للأذن.. و كان كل من يحب استعماله يضع سماعات الأذن لكى لا يجبر الاخرين على سماع ما يحلو له.. و لكن اختلف الوضع الأن مواكبة للتطور.. فيجلس بجوارك أو حتى فى أى مكان فى الميكروباص مثلاً شاب أو فتاه يحمل معه هذا الكائن الصغير و يقوم بتشغيل كل ما يخطر على بالك من ألوان الأغانى و ياريته بصوت منخفض.. بل بالعكس بصوت عالى يؤذى اللى جنبه.. و اللى جنبه يا عينى لا يملك الا ان ينظر له بازدراء لعله يفهم قصده أو انك "دوشتنا".. لكن هو يعنى كان فكر اساساً انه حيزعج الاخرين لما حياخد باله من نظرتك..


لا املك الا ان اقول "عوض علينا عوض الصابرين يا رب"